Ampera 2009

Amanah Penderitaan Rakyat patani

Info

المسلمون من “مملكة” فطاني إلى أقلية!

محمد جمال عرفة- إسلام أون لاين.نت/ 27-10-2004

تقع منطقة فطاني بين ماليزيا وتايلاند ويرجع أصل سكانها للمجموعة الملايوية المسلمة، ويتكلمون اللغة الملايوية ويكتبونها حتى الآن بأحرف عربية بسبب أصولهم العربية منذ نشأة مملكة فطاني الإسلامية في القرن الثامن الهجري.

وتقول المراجع التاريخية: إن الإسلام وصل إلى فطاني عن طريق التجارة في القرن الخامس الهجري وأخذ في التنامي حتى صارت المنطقة كلها إسلامية وتحت حكم المسلمين في القرن الثامن الهجري وصارت فطاني مملكة إسلامية خالصة ومستقلة.

وعندما احتل البرتغاليون الصليبيون تايلاند أوعزوا إلى قادة تايلاند بحتمية احتلال فطاني للقضاء على سلطنة الإسلام بها ولابتلاع خيراتها فقام التايلاندون باحتلال فطاني سنة 917هـ ولكنهم ما لبثوا أن خرجوا منها بعد قليل تحت ضغط المقاومة الإسلامية.

ومع انتشار الاحتلال الإنجليزي في المنطقة الآسيوية دخل الإنجليز تايلاند وفطاني، وقمعوا بدورهم مملكة فطاني ومسلميها، وأضعفوا الإقليم مما مهد الطريق أمام مملكة تايلاند (مملكة سيام) لضم فطاني رسمياً لها سنة 1320هـ (1902 ميلادية) بعد سلسلة طويلة من الثورات والمقاومة الباسلة من المسلمين، وكان هذا الضم إيذاناً بعهد جديد في الصراع بين المسلمين وأعدائهم البوذيين في تايلاند.

وتشير المراجع التاريخية إلى أن إقليم فطاني لم ينضم بسهولة ويخضع لمملكة تايلاند سوى بالحديد والنار، حيث اندلعت العديد من الثورات التي قادها أمراء مسلمون آخرها ثورة الأمير عبد القادر، وهو آخر ملوك فطاني المسلمين والذي تقدم بقيادة الثورة سنة 1321هـ بعد سنة واحدة فقط من الضم وتعرض للاعتقال واندلعت الثورة بفطاني إثر ذلك ولكن التايلانديين قمعوها بمنتهى الوحشية بمساعدة قوية من الإنجليز.

وعندما تحول الحكم من ملكي إلى جمهوري عقب الانقلاب العسكري عام 1933م (سنة 1351هـ) الذي أطاح بالملكية وتردد أن أهل فطاني لعبوا دورا في نجاحه للتخلص من الحكم الملكي الذي اضطهدهم، سعى مسلمو المناطق الإسلامية الأربعة (فطاني- جالا- ساتول- بنغارا) ذات الأغلبية المسلمة في جنوب تايلاند للمطالبة بعدة حقوق لهم في عريضة قدموها للحكومة الجديدة كان أبرز ما فيها:

1- تعيين حاكم واحد على المديريات الأربعة المسلمة عن طريق أهل البلاد ويكون مسلماً.

2- أن يدين 80% من موظفي الحكومة بفطاني بالإسلام.

3- أن تكون اللغة الملايوية هي لغة التعليم بالمدارس واللغة الرسمية لأهل فطاني.

4- تطبيق الشريعة الإسلامية.

5- تكوين مجلس أعلى إسلامي لتسيير شئون المسلمين.

ولكن جاءت الريح بما لا يشتهي المسلمون وتحول الحكم العسكري إلى واقع مرير للمسلمين ليس لأنه تجاهل مطالبهم، ولكنه سعى لمسخ هويتهم تماما وإذابتهم داخل الدولة، حيث أصدر الفريق أول (سنقرام) الذي تولى السلطة في تايلاند قرارات بتغيير الأسماء المسلمة إلى تايلاندية ومنع لبس الجلباب الأبيض المميز للمسلمين وغطاء الرأس للنساء، وتحريم استعمال اللغة الملايوية ذات الحروف العربية، وأغلقت أبواب المدارس والجامعات أمام الفطانيين وكذلك المناصب الحكومية والجيش والشرطة وأغلقت الجوامع والمساجد وحرم التبليغ والتبشير بالدين الإسلامي.

وقد توالت على الإقليم المسلم عدة ثورات ومحاولات من جانب المسلمين لإعادة المطالبة بحقوقهم واجهتها السلطات هناك بالقمع والاعتقال لكل من قاد المطالبة بهذه الحقوق، مثل حركة الحاج محمد سولونج أحد العلماء المسلمين بفطاني الذي طالب بعدم إخراج محصولات وموارد فطاني خارجها واستهلاكها محلياً فاعتقل وحكم عليه بثلاث سنوات قبل أن يقتل.

لذلك لم تكن المظاهرات أو انتفاضة الشباب المسلم الأخيرة سوى جزء من محاولة لفت الأنظار إلى قضية مسلمي الإقليم الذين لم يعودا يطالبون بالانفصال بقدر ما يطالبون بأقل حقوق الإنسان الضرورية المحرومين منها مثل حقهم في تعلم دينهم والتعلم بلغاتهم الملايوية ومراعاة عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية.

http://www.islamonline.net/Arabic/news/2004-10/27/article05a.shtml

1 Comment »

  1. وعلى الرغم من استقلال إقليم “تيمور الشرقية” الكاثوليكي عن إندونيسيا المسلمة بدعمٍ غربي أوروبي وأميركي، فإن المطالبة بالمثل فى جنوب تايلاند يُقابل بانتهاكات أقل مايقال فى حقها أنها جرائم حرب، مع أن هذا المطلب له مايؤيده في الواقع التاريخي والجغرافي، خاصة وأن فطاني والأقاليم المسلمة في الجنوب هي تعبير عن وحدة سياسية لها طابع مستقل بشكل كامل عن تايلند. إلاّ أن سياسة الكيل بمكيالين تجد لها موضعاً كلما كان للمسلمين مطلب، وهو أمر فيه تمييز واضح.
    http://www.olamaashareah.net/nawah.php?tid=4313&action=print

    Comment by budak tani | July 19, 2008 | Reply


Leave a comment